في 11 تشرين الأول/أكتوبر، وبالقرب من مستوطنة شافي شومرون اليهودية، قُتل جندي في هجوم تبنته مجموعة جديدة من
المقاتلين الفلسطينيين تطلق على نفسها اسم “عرين الأسود” تتمركز في البلدة القديمة لمدينة نابلس.
منذ ذلك الوقت، كثّفت القوات الإسرائيلية عملياتها واقتحاماتها في مدينة نابلس الكبيرة مستهدفة هذه المجموعة، وقتلت عدداً
من الفلسطينيين، من بينهم أحد قياديي المجموعة. وقام الجيش بإغلاق جميع المداخل إلى المدينة التي يبلغ عدد سكانها
حوالي 200.000 نسمة.
رئيس بلدية نابلس سامي حجاوي استنكر الأربعاء “حصار” مدينته وتعطيل الحياة اليومية والرعاية الطبية والاقتصاد المحلي والحياة المدرسية.
حيث تحلّق الطائرات الإسرائيلية بدون طيار في السماء من دون انقطاع، والسكان يستحضرون ذكريات الانتفاضة الثانية
التي اندلعت عام 2000 إلى عام 2005 وحظر التجول الذي فرضه الجيش مدة 100 يوم على نابلس.
ويقول طايل الهواري من غرفة التجارة المحلية “الوضع أسوأ” مما كان عليه في تلك الفترة. “في ذلك الوقت، كانت هناك طرق
بديلة ولكن اليوم حتى الطرق الترابية الصغيرة عبر القرى مغلقة”. ويضيف “نتيجة ذلك، تصل صادرات المدينة التي تعتبر المركز
الاقتصادي لشمال الضفة الغربية المحتلة اليوم فقط إلى 20 بالمئة من إنتاجها العادي”.
في حين قال جيش الإحتلال الإسرائيلي لوكالة فرانس برس إن “الغرض من الحصار هو تقييد القدرات العملياتية للإرهابيين في
نابلس”، مشيراً إلى أن مجموعة “عرين الأسود ارتكبت حوالي 20 هجوماً من بينها هجوم مميت على جندي، وهي تواصل
التجنيد وتخطيط الهجمات”.
وأضاف أن الجيش “يستنفد كل السبل المتاحة له للحفاظ على سلامة المدنيين في المنطقة والعمل على الحفاظ على روتين
حياتهم اليومي”، مشيرا إلى أن “إغلاق” نابلس سينتهي “وفقا للتقييمات الاستراتيجية”.
وتقول المعلمة سعدية الخطيب البالغة من العمر 44 عاماً “الأطفال خائفون، ابنتي البالغة من العمر أربع سنوات لا تفهم ما يحدث”،
مشيرة إلى أن ابنتها الكبرى البالغة من العمر 24 عاماً قالت لها إن ما يجري يذكّرها بالانتفاضة الثانية، و”أرادت الركون إلى حضني
كما كانت تفعل في ذلك الوقت”.
في الحافلة الصفراء الصغيرة التي تقلّها مع زملائها من المدرسة وإليها، تستغرق الرحلة ساعتين بسبب نقاط التفتيش، بينما
كانت لا تتعدّى عادة 20 دقيقة.