يبدو أن انسحاب روسيا في مطلع الأسبوع من اتفاق تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود، والذي توسطت الأمم
المتحدة في إبرامه، إلى التأثير سلباً على الشحنات التي تصل لدول تعتمد على الاستيراد بما قد يدفع أزمة غذاء عالمية لمزيد
من الاحتدام والأسعار لمزيد من الارتفاع.
وكانت روسيا قد علقت، السبت، مشاركتها في اتفاق الحبوب الذي ترعاه الأمم المتحدة “لأجل غير مسمى” بعد الهجوم
الأوكراني الكبير بطائرات مسيرة على أسطولها في البحر الأسود عند شبه جزيرة القرم.
وبسبب مخاوف الإمدادات قفزت عقود شيكاغو الآجلة للقمح يوم الإثنين بأكثر من خمسة بالمئة وارتفع سعر الذرة بما يفوق اثنين بالمئة .
وبحسب التجار أن أستراليا، وهي مزود أساسي لآسيا بالقمح، لن تتمكن على الأرجح من سد أي فجوة في الإمدادات مع حجز كل شحناتها حتى فبراير شباط.
من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي يمثل أحد الأطراف الأساسية في الاتفاق، الإثنين، إن تركيا ستواصل بذل
جهودها من أجل تصدير الحبوب عبر البحر الأسود على الرغم من التردد الروسي.
وألمح إردوغان إلى أن روسيا لا تستفيد مثل أوكرانيا من الاتفاق وقال في كلمة ألقاها “حتى لو تصرفت روسيا بتردد لأنها لم
تحصل على نفس الفوائد، فإننا سنواصل بشكل حاسم جهودنا لخدمة الإنسانية”.
أما في أوكرانيا، أكد أوليكسندر كوبراكوف، وزير البنية التحتية الأوكراني، إن 12 سفينة تحركت من موانئ أوكرانية بموجب مبادرة
الحبوب صباح هذا الإثنين.
وكتب كوبراكوف على تويتر “اليوم غادرت 12 سفينة الموانئ الأوكرانية. قدمت وفود الأمم المتحدة وتركيا عشر فرق تفتيش
لفحص 40 سفينة بهدف الوفاء بالالتزامات بموجب مبادرة حبوب البحر الأسود. قبل الوفد الأوكراني خطة التفتيش تلك. تم إبلاغ الوفد الروسي”.
في حين قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن أولى عمليات التفتيش، المزمعة الإثنين وتشمل 40 سفينة، قد اكتملت في مياه
إسطنبول بواسطة فريق من الأمم المتحدة وتركيا فقط، بدلاً من الفرق السابقة التي كانت تضم أيضا الروس والأوكرانيين قبل
تعليق موسكو دورها في الاتفاق.
حذر الكرملين الإثنين من أنه سيكون من “الخطير” و”الصعب” الاستمرار في تنفيذ الاتفاق بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية بدون موسكو.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين رداً على سؤال حول إمكانية الاستمرار بتنفيذ الاتفاق بدون روسيا
“في ظل الظروف التي تتحدث فيها روسيا عن استحالة ضمان سلامة الملاحة في هذه المناطق، يصعب تطبيق مثل هذا الاتفاق.
وتسلك الأمور طريقاً مختلفاً، أكثر خطورة”.
في فرنسا، قال وزير الزراعة الفرنسي مارك فيسنو، صباح اليوم، إن بلاده تسعى إلى إتاحة طرق برية عبر بولندا أو رومانيا لمرور
الصادرات الغذائية من أوكرانيا كبديل لطريق البحر الأسود، في تعذر التصدير بعد الانسحاب الروسي.
وتابع فيسنو “نتطلع إلى معرفة ما إذا كان بالإمكان، في حالة عدم التمكن من المرور من خلال البحر الأسود، المرور بدلاً من ذلك
من طرق برية.. خاصة من خلال دراسة الطرق البرية عبر رومانيا وبولندا”. وقال الوزير الفرنسي “سنواصل العمل من أجل نظام لا
يضعنا رهن رغبة وحسن نية، أو في هذه الحالة سوء نية، (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين”.