السويد تطور أول دمية بأبعاد حقيقية لاختبارات السلامة

طور فريق من المهندسين السويديين أول دمية أداة تقييم المقعد مصممة على شكل جسم المرأة العادية، ويبلغ طول الدمية

162 سم وتزن 62 كجم، وهي أكثر تمثيلاً للإناث.

داخل مختبر في مدينة لينشوبينج السويدية تتم، محاكاة حوادث الطرق، عدة مرات في اليوم كما يتم تحليل العواقب.

وتوفر المستشعرات والمحولات داخل الدمية بيانات منقذة للحياة، تقيس القوى المادية الدقيقة التي تمارس على كل جزء من

أجزاء الجسم عند حدوث الاصطدام.

في حين يسجل الفريق البيانات، بما في ذلك سرعة الاصطدام وقوة السحق والانحناء، ومعدلات الكبح، وعزم الدوران في

الجسم، ويركز الباحثون على رؤية ما يحدث للميكانيكا الحيوية للدمية أثناء الاصطدامات الخلفية منخفضة التأثير.

وحول هذا الموضوع قالت أستريد ليندر مديرة السلامة المرورية في المعهد الوطني السويدي لأبحاث الطرق والنقل، الذي يقود

البحث في لينشوبينج، في مقابلة مع شبكة “بي بي سي” البريطانية: “نحن نعلم من إحصاءات الإصابات أنه إذا نظرنا إلى

التأثيرات منخفضة الشدة، فإن الإناث أكثر عرضة للخطر”.

وأضافت: “لذلك، من أجل ضمان تحديد المقاعد التي تتمتع بأفضل حماية لكلا الجنسين، نحتاج بالتأكيد إلى تمثيل جزء من

الجنس الأكثر عرضة للخطر”.

وتعتقد الدكتورة ليندر أن بحثها يمكن أن يساعد في تشكيل الطريقة التي يتم بها تحديد السيارات في المستقبل، وتشدد على

الاختلافات الرئيسية بين الرجال والنساء.

وتمضي بالقول: “كما ترون، فإن الإناث أقصر وأخف وزناً من الذكور في المتوسط، ولديهن قوة عضلية مختلفة، لهذا السبب

تستجيب جسدياً بشكل مختلف في حادث سيارة. هناك اختلافات في شكل الجذع ومركز الجاذبية ومخطط الوركين والحوض”.

لكن الدكتورة ليندر ستظل بحاجة إلى منظمين لغرض استخدام الدمية المتوسطة التي طورتها، وعلى الرغم من أن بعض شركات

السيارات تستخدمها بالفعل في اختبارات السلامة الخاصة بها، إلا أنها لم تُستخدم بعد في الاختبارات التنظيمية في الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة.

 الدمية الأنثوية

وتمتلك الدمية الأنثوية المتوسطة في لينشوبينج عموداً فقرياً مرناً تماماً، مما يعني أن الفريق يمكنه النظر إلى ما يحدث للعمود

الفقري بالكامل، من الرأس إلى أسفل الظهر، عند إصابة المرأة.

وتقوم الأمم المتحدة بفحص لوائحها الخاصة باختبار التصادم، وستحدد ما إذا كانت بحاجة إلى التغيير لتوفير حماية أفضل لجميع السائقين.

وتختم ليندر قائلة: “آمل في المستقبل أن يتم تقييم سلامة المركبات لكلا الجنسين”.

وبدأ المهندسون في إنشاء دمى أكثر تنوعًا، بما في ذلك الدمى التي تمثل الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.

ومنذ سبعينيات القرن الماضي، تم استخدام “دمى اختبار التصادم” – باعتبارها بدائل ميكانيكية لجسم الإنسان – لتحديد سلامة

السيارة، وتُستخدم هذه التقنية لتقدير فعالية أحزمة الأمان وميزات السلامة في تصميمات السيارات الجديدة.

وحتى الآن، كانت الدمية الأكثر استخدامًا تعتمد على متوسط بناء ووزن الذكور. ومع ذلك، تمثل النساء حوالي نصف جميع

السائقين وأكثر عرضة للإصابة في الحوادث الشبيهة بالمثل.

ودرجت العادة على أن تكون الدمية التي تُستخدم أحيانًا كبديل للنساء، نسخة مصغرة من الذكر، تقريبًا بحجم فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا. ويبلغ ارتفاعها 149 سم ووزنها 48 كجم، وهو ما يمثل أصغر 5٪ من النساء، وفقًا لمعايير منتصف السبعينيات.