وزيرة الداخلية البريطانية تتعرض لانتقادات شديدة لتبنيها مجموعة من الخطابات كوصفها لتدفق المهاجرين ب “الغزو”.
بات مشهد وصول قوارب المهاجرين على السواحل البريطانية شبه يومي، والأعداد في ارتفاع مستمر. واقع ألقى بظلاله على
الحكومة، التي ما لبثت أن تذكر بموقفها المعارض للهجرة، واقتراحاتها التي أثارت الكثير من الجدل.
تبدو الحكومات اليمينية المحافظة أكثر إصراراً من غيرها على تنفيذ مشاريع مثيرة للجدل لمعالجة ملف الهجرة، مثل ترحيل طالبي
اللجوء إلى رواندا، إضافة إلى تبني خطابات عّرضتها لنيران الانتقادات الحادة، كوصف تدفقات المهاجرين بـ”الغزو”.
في هذا الصدد، ومع وصول أعداد قياسية من المهاجرين خلال نهاية الأسبوع الماضي، تعهّد وزير الهجرة البريطاني روبرت جينريك
الثلاثاء، الأول من تشرين الثاني\نوفمبر، اتخاذ تدابير “أكثر تشدّداً” للتصدي للهجرة غير النظامية عبر المانش.
وفي تصريح لهيئة البث البريطانية “بي.بي.سي”، قال الوزير:”علينا الآن أن نبحث في خيارات أكثر تشدداً لكي نضمن أن تكون
قوانيننا مناسبة، وأن تتم إعادة المهاجرين الاقتصاديين سريعاً وأن نردع الناس عن المجيء إلى المملكة المتحدة”.
كما تابع “لا يمكن للمملكة المتحدة أن تبقى عامل جذب لمن يهاجرون لدواع اقتصادية”.
يأتي هذا في وقت تواجه فيه وزيرة الداخلية سويلا برافرمان موجة من الانتقادات عقب توصيفها تدفّق طالبي اللجوء على الساحل
الجنوبي لإنكلترا بأنه “غزو”.
كما قالت الوزيرة في تصريح لشبكة “سكاي نيوز” الإخبارية “يمكن وصف الحجم الهائل للتحدي بأنه –غزو-“، وذلك بعد أيام من تعرض مركز استقبال لهجوم بالقنابل الحارقة.
وأشارت الوزيرة إلى أن تدفّق الهاجرين غير النظاميين “يؤدي إلى تخطي الطاقة الاستيعابية لما لدينا من بنى تحتية على صعيد
مراكز الاستقبال، على غرار مانستون، وعلى صعيد الاستضافة الفندقية والإسكان”.
في حين أقر جينريك بأن الظروف في مركز مانستون للبت بطلبات اللجوء في كنت (جنوب شرق) “سيئة”، ملقيا باللوم على
“الآلاف الذين يعبرون يومياً القناة بصورة غير شرعية”.
كما يعاني المركز المذكور من مشاكل صحية كبيرة، ويضطر المهاجرون للإقامة فيه لفترات طويلة.
هذا المركز افتتح في كانون الثاني/يناير من العام الجاري، وكان يفترض أن يستقبل المهاجرين مدة 24 ساعة فقط قبل نقلهم إلى
سكن مؤقت، لكنه بات الآن “مكتظا بشكل كارثي”، بحسب صحيفة الغارديان، التي أوردت أنه يستقبل الآن نحو أربعة آلاف مهاجر،
بينهم الكثير من العائلات والأطفال الصغار، في وقت تبلغ طاقته الاستيعابية القصوى 1600 شخص.
وتواجه برافرمان، المحافظة المتشددة البالغة 42 عاماً، والتي أعلنت مؤخراً عن “حلمها” بترحيل طالبي اللجوء الذين وصلوا بشكل
غير قانوني إلى الأراضي البريطانية إلى رواندا، حقيقة مرة.
فعلى الرغم من وعود بريكست بمراقبة أفضل لحدود البلاد، تشهد المملكة المتحدة تدفقاً غير مسبوق للمهاجرين عبر المانش.
في حين نشرت أكثر من 120 جمعية ومنظمة غير حكومية رسالة مفتوحة الاثنين الماضي، (رداً على حلمها)، حثت فيها الوزيرة
على فتح ممرات آمنة لطالبي اللجوء واحترام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة باللاجئين. واوضحت الرسالة
“حينها، تكوني قد حققتي ما يستحق أن نحلم به”.
الجدير بالذكر بحسب أرقام الحكومة أقدم هذا العام نحو 40 ألف شخص على عبور المانش من البر القاري لأوروبا إلى بريطانيا.