بقلم: إدوارد
كثُرَت مظاهرُ الإمتعاض و النفور في الآونة الأخيرة من تنفيذ قانون سوسيال و الذي يشرِّعُ بمجمله سحبَ الطفل من حضن أبويه إلى حضن ( حسب اعتقادهم ) أكثر أمناً و أهمّ شأناً و أرفع قدراً و أكملَ تربيةً و أدقَّ مراعاةً و أسمى تعاملاً ولكن ، مَن الذي يقيّم و من الذي يُشرّع إبعادَ طفلٍ عن أبيه و أمّه ..؟! و لماذا ؟ هل بحجة صلاح المجتمع و إنشاء جيل أكثر وعياً أم من أجل تلقين الأطفال حفنةً من المبادئ العامة بما يتماهى مع المستقبل المراد للسويد ..!
الكثيرُ من الوافدين إلى السويد تفاجأ ببعض القوانين و بعض العائلات تلقَّت أكبر صدمة في حياتهم من جراء تنفيذ قانون سوسيال و خاصةً من هرب منهم ليجنِّبَ أطفاله خطر الحرب لكنهم لم يعلموا أنه كان في انتظارهم وحشٌ من طرازٍ رفيع ، وحشٌ بربطة عنقٍ و بذلةٍ مكوية همُّه الوحيدُ هو إعلاءُ شأن الغابة ، دونما النظر إلى شأن سكان الغابة ..!
لا أعلم ما العبرةُ في سلب طفل أمام أعين أمه و هي تتأرجح ألماً دون أي شفقة أو رحمة ، هل لأنهم لا يثقون بتربيتها له أم لأنهم – كما زعم البعض – لأنهم لا يثقون بتربية العرب و لا يريدونهم مستقبلاً شركاء في مجتمعاتهم ..
كلٌّ توقعَ على هواه و تحدث بما فيه الكفاية و انتقد و لذعَ هذا القانون غير القانوني ..!! و لكن لا بدَّ هنا من ذكر بعض المعلومات عن مدى توسّع سوسيال الذي بلغ سنه قرابة الأربعين ، حيث دخل قانون سوسيال حيز التنفيذ عام 1982 بغية حماية الأطفال من التعرض للعنف أو الإهمال أو ماشابه ، و هنا لا بدَّ من الإضاءة على بعض الأفعال التي لا يجب عليك ارتكابها إذا كنت لا تحب مجابهة موظفي سوسيال أو الدخول معهم في مشاكل قد تصل لحرمانك من طفلك مدى الحياة ،
أولاً : لا تستخدم العنف الجسدي أو اللفظيّ أو المعنوي مع أطفالك .
ثانيا : لا تحاول فرض أفكارك و مبادئك على أطفالك و أنت في بلدٍ تعطي أذنها لتمتمات الأطفال مهما بلغت سخافتها .
ثالثاً : حاول تمرين طفلك على الإندماج في مجتمعاتهم و تقبل الآخر مهما خالفك الرأي .
رابعاً : أَقحِم طفلك في أي نشاط ثقافي أو فني كالمشاركة في أعمال مسرحية في الروضة أو المدرسة و حضوره و مشاركته في المهرجانات و تنمية مواهبه الإبداعية كإشغاله في الرسم أو النحت أو أي هواية يختارها تكون من شأنها أن ترفع من معنوياته بغية تفريغ طاقته في أعمال ممتعة و مسلية و منمية لعقله .
إذا اتبعت هذه الخطوات فستبعد عنك شبح سوسيال بنسبة 70 بالمئة و في هذا ضمان أيضاً لسلامة تربيتك لطفك .
أما إذا كنت متعنتاً فجّاً و تريد تلقين أطفالك كل ما تحفظه من أعراف و تقاليد بطريقة العنف أو الغصب فربما تدخل مواجهة حادة و مؤلمة مع منظمة الشؤون الإجتماعية (سوسيال) و لا تستبعد أن يكون طفلك هو من استعان به للإبتعاد عنك لأنه يتعرف كل يوم على حقوقه و حريته ربما أكثر ما تعرف أنت نفسك و ذلك من خلال المدرسة أو الروضة أو أي منشأة يتردد إليها .
بعضُ الفضول قد يدفع الطفلَ أحياناً للتعرف إلى المجهول الذي يسمع عنه فيكون متشوّقاً لمغامرة التجربة لذا فلا تستبعد أن يُلفِق طفلك بعض الأكاذيب عن طريقة معاملتك له في المنزل و قد يتهمك أنت أو أي فرد من عائلته بالعنف تجاهه ، إذا تعرّضتَ لموقف كهذا فلا ننصحك إلا بالهدوء و التعامل مع المشكلة بعقلانية و تأنٍ ، لأن الإرتباك من شأنه أن يفقدك صوابك و قد تُثَبِّتْ عليك تهمةً باطلة ، استعن بالأقارب و المرشدين في هذا الموقف ولا تلم طفلك على قصّه من حكايات قد تكون من وحي خياله .
و اعلم دائماً أن القانون وضع من أجل حماية المواطنين لا من أجل تعذيبهم و حرمانهم من حقوقهم ، و ليس من المنطقيّ أن تكون منظمة الشؤون الإجتماعية في السويد لديها هواية في تعذيب الأهل و سلب الطفل من عائلته إنما هذا آخر ما تلجأ إليه و لكن عندما يصل الأمرُ إلى حدِّ تشويه نفسية الطفل – و هذا وضعٌ رائجٌ جدّاً – تتدخل المنظمةُ بكل كوادرها لإنقاذ الأطفال من هذا الوباء و ذلك لضمان حقوق الطفل بشكلٍ فعليٍّ لا بشكل لفظي فقط كما هو الحال في كثير من الدول .
و ربما تكون معجباً بمجتمعٍ أنت وافدٌ إليه لكنك لا تدري مدى صرامة القوانين التي فُرِضَت لتفضي إلى هذه النتيجة و قد لا تستطيع تحمل سلطة القانون و تنفيذه لكنك مجبرٌ في بلدٍ فتحت لك بابها حينما قصدتها و هذا أمرٌ بديهي .
و يبقى السؤال هل تستطيع إرجاع الطفل في حال تم أخذه من قبل سوسيال ؟
الجواب : نعم و لكن هناك عدة نصائح يجب عليك الأخذ بها لاستعادة طفلك إلى حضانتك .
أولاً : عليك المجابهة و عدم الإستسلام لقرار مجلس الرعاية الإجتماعية و الرضوخ لما حدث .
ثانياً : قدّم بلاغاً بشكلٍ رسمي و سريع إلى المحكمة و استعن بمحامٍ و ضَع خطة للبدء بحل المشكلة ، و استعرض كل ما لديك من معطيات و دلائل من شأنها أن تثبتَ سلامة تربيتك و سلامة البيئة التي يعيش فيها طفلك ، و ذلك من خلال الإستعانة بشهادة أصدقائه و سلوكه في مدرسته .
ثالثاً : لا تتوقع من طفلك أن يكون مرتاحاً و هو بعيد عن عائلته و قد يتسبب هذا الموضوع بحد ذاته بمشاكل نفسية للطفل لاحقاً ، لذا عليك أن تضع هذا الإحتمال بين أيديهم حتى يلتمسوا البيئة الصالحة المؤمنة لراحته النفسية .