مكتبة الساقي العربية الرائدة في لندن تستعد لإنهاء مشوار دام 44 عاماً

من المقرر أن تغلق دار الساقي، أقدم مكتبة عربية في لندن أبوابها بعد 44 عاماً من النشاط بسبب ارتفاع التكاليف الناجمة عن التحديات الاقتصادية.

وقد أكدت سلوى غاسبارد، مالكة ومديرة دار الساقي ارتفاع تكاليف المنتجات القادمة من الخارج، وهو ما يزيد من الضغوطات على المكتبة.

وأوضحت غاسبارد أن “الوضع الاقتصادي في المملكة المتحدة ليس هو المشكلة الوحيدة … اعتدنا الحصول على كتبنا من الدول العربية وقد أصبحت أغلى ثمناً”، وأضافت: “لا يمكننا الاستمرار هكذا. فالوضع ليس مستداماً”.

وغردت دار الساقي على صفحتها على “تويتر” بقولها: “توديعاً لمكتبة لندن الشهيرة: دار الساقي للكتب تمثل حرية الفكر والتعبير والتنوع الثقافي والتعاطف مع جميع الشعوب … ستبقى كتب الساقي، والمكتبة دائماً في قلوبنا”.

كما اعتبرت غاسبارد أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان الشعرة التي قصمت ظهر البعير بسبب تراجع المبيعات حيث قالت: “كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ضاراً بأعمالنا، فقد اعتدنا على بيع العديد من الكتب إلى الاتحاد الأوروبي، وهو أمر لم يعد ممكناً بسبب التشريعات وما إلى ذلك”.

افتتحت المكتبة عام 1978 من قبل سلوى وأندريه غاسبارد مع صديقتهما الراحلة مي غصوب. واستقر الثلاثي في لندن بعد فرارهم من بيروت خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

على مدى العقود الأربعة التالية، اكتسبت المكتبة سمعة طيبة كمصدر موثوق للأدب عالي الجودة من العالم العربي. واجتذبت المغتربين العرب وكذلك الزوار الحريصين على وضع أيديهم على الكتب المحظورة في بلدانهم.

قالت غاسبارد إنه على الرغم من الظروف المؤسفة جرّاء الإغلاق، إلا أنها تفتخر بما قدمته خلال سنوات نشاطها. وأضافت: “دعم

عملائنا وصداقتهم على مر السنين تعني لي العالم … كنت فخورة جداً لتقديم أفضل ما في الكتابة العربية والفكر للقراء التواقين لاستكشاف التراث الغني للعالم العربي وخدمة هذا المجتمع الدافئ والسخي”.

تحتفظ دار الساقي ببيع نهائي لمخزونها حتى نهاية العام قبل أن تغلق أبوابها للمرة الأخيرة.